يأتي القصف الإسرائيلي لمطار المزة العسكري بدمشق، فجر الخميس/الجمعة، ليتسبب بمآزق جديدة لنظام الأسد وأبواقه الإعلامية، إذ أن القصف الذي يستهدف غالباً الأسلحة الممنوع على النظام وإيران نقلها إلى "حزب الله" الإرهابي، استهلك كل ديباجات الممانعة والمقاومة المكرورة التي دأب هؤلاء على اجترارها بعد كل قصف وانتهاك لـ"سيادتهم الوطنية"، والمحرج أكثر من ذي قبل لهم، أن القصف يتم بكامل التنسيق مع حليفهم وحامي سيادتهم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعلن بشكل دوري ومن خلال زيارات رسمية، أن روسيا تنسق عملها العسكري في سوريا مع "إسرائيل" وتأخذ مصالحها بعين الاعتبار وعلى رأس الأولويات. ولا يجرؤ أحد منهم أن يتساءل لماذا لم تقم روسيا بإدانة انتهاك سيادتهم في المطار العسكري الذي يحمي قائدهم في دمشق، بينما تساءل سوريون عن جدوى وغرض نصب صواريخ "إس 300" الروسية والمباهاة بها في سوريا!. وفي المقلب الآخر تواصل حليفتهم الأخرى، إيران، بيعهم الوهم والعنتريات، لتؤكد من جديد أن طريق القدس يمر من وادي بردى، وهو النقطة الأسخن الآن التي منها استوحى الإعلامي اللبناني المؤيد للأسد وإيران، ناصر قنديل، تفسيره العبقري لأسباب هذه الغارة الإسرائيلية، بغض النظر عن أربعين عاماً خلت من الانتهاكات!
فقد "غرّد" ناصر قنديل على تويتر قائلا: "تفجير كفرسوسة وصواريخ إسرائيل رد تركي على معارك وادي بردى"!!.
وفي السياق نفسه جاء بيان قيادة قوات النظام، الذي قال: "في محاولة يائسة لدعم المجموعات الإرهابية أقدم طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة ٠٠،٢٥بعد منتصف الليل على إطلاق عدة صواريخ من شمال بحيرة طبريا سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق ما أدى لنشوب حريق في المكان".
وختمت "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" بيانها بتحذير كان له الصدى الأكبر في وسائل الإعلام العربية ووسائل التواصل، فختم البيان بالقول: "نحذر إسرائيل من تداعيات هذا الاعتداء السافر ونؤكد استمرار حربنا على الإرهاب حتى القضاء عليه وبتر الأذرع التي تقف وراءه".
الإرباك والعجز عن الاستمرار في التدليس لم يقف عند محللي النظام وأبواقه الإعلامية، بل وصل إلى قيادة جيشه، التي لم تستطع تحديد ما حدث، وهي بالطبع لا تجرؤ على طلب الاستشارة العسكرية من موسكو، بغية معرفة ما حدث، فما حدث كان بالتنسيق التام مع موسكو، التي بدت من خلال إعلامها ساخرة من الحدث، فنقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية شبه الرسمية، وجهة نظر لمحلل عسكري مؤيد لنظام الأسد، هي أقرب للمزاح والسخرية!
العميد محمد سرحان، قال في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، إن "إسرائيل اعتمدت في تنفيذ هذه العملية على طائرات من طراز "إف -35" وهو ما أكد للمسؤولين العسكريين السوريين منذ اللحظة الأولى أن القصف إسرائيلي، لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تملك هذا الطراز من الطائرات، حيث تسلمت أول طائرتين منها من الولايات المتحدة قبل أسابيع قليلة"، وهنا ينفي المحلل الفذ رواية قيادة جيش نظامه التي تحدثت عن استهداف المطار بصواريخ من شمال إسرائيل.
وعن أسباب الهجوم ودوافعه، يضيف العميد سرحان للوكالة الروسية: "المسؤولون في الجيش الإسرائيلي أرادوا من خلال هذه الغارات تقديم الدعم لمقاتلي التنظيمات الإرهابية، من خلال إضعاف القوة العسكرية للجيش العربي السوري، وأيضاً إلهاء أسلحة الجيش وتفرغها لمواجهة أي غارات أخرى محتملة، بالإضافة إلى أن هذا القصف السريع يعد اختبارا وتجربة للطائرات الجديدة".
وهنا يعترف العميد سرحان بأن عاصمة "سوريا الأسد" وفي ظل سيادته، هي ساحة تدريب مفتوحة لطائرات إسرائيل!..
وعن أسباب الهجوم ودوافعه، يضيف العميد سرحان للوكالة الروسية: "المسؤولون في الجيش الإسرائيلي أرادوا من خلال هذه الغارات تقديم الدعم لمقاتلي التنظيمات الإرهابية، من خلال إضعاف القوة العسكرية للجيش العربي السوري، وأيضاً إلهاء أسلحة الجيش وتفرغها لمواجهة أي غارات أخرى محتملة، بالإضافة إلى أن هذا القصف السريع يعد اختبارا وتجربة للطائرات الجديدة".
وهنا يعترف العميد سرحان بأن عاصمة "سوريا الأسد" وفي ظل سيادته، هي ساحة تدريب مفتوحة لطائرات إسرائيل!..
يذكر أن إسرائيل تنفذ غارات جوية باستمرار على أهداف في أطراف العاصمة دمشق، تستهدف في الغالب أسلحة متوجهة إلى "حزب الله" الإرهابي، كان آخرها قبل غارة اليوم، غارتان في شهر كانون أول الماضي، ويتولى عادة "ناصر قنديل" و"الشيخ أحمد شلاش" قيادة القوات "الصوتية" للرد على الغارات الإسرائيلية!.
No comments:
Post a Comment