Tuesday, August 22, 2017

- الفرق بين تخفيف التوتر وخفض التصعيد في #سوريا


- شهدت مختلف المدن السوري في الآونة الأخيرة، هدناً واتفاقات بين فصائل المعارضة السورية والقوات الروسية بوساطات دولية، للحد من الأعمال العسكرية في سورية.

وأبرز الاتفاقات التي أُبرمت بشكل موسّع، هما (مناطق تخفيف التوتر، اتفاق خفض التصعيد) اللذان شملا معظم المدن السورية في الشمال والجنوب باستثناء البادية السورية.
وفي الرابع من أيار / مايو الماضي، أعلنت كل من تركيا - روسيا – إيران الاتفاق على تطبيق مناطق تخفيف التوتر على خلفية مؤتمر أستانا 4، ليشمل مناطق كبيرة جداً في سوريا منها (إدلب، شمال غرب حلب، حماة، اللاذقية، درعا، السويداء، القنيطرة).

إلا أن قوات النظام صعّدت عملياتها العسكرية بشكل كبير عقب توقيع الاتفاق خاصة على جبهات عين ترما وجوبر بريف دمشق، فضلاً عن حيي المنشية والمخيم في درعا البلد.

وعلى خلفية نجاح الاتفاق الأول «نسبياً»، أُبرم اتفاق آخر في التاسع من تموز/ يوليو الماضي بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بوساطة أردنية تحت مسمى «خفض التصعيد»، في جنوب غرب سوريا (السويداء، درعا، القنيطرة)، والذي أنهى الأعمال العسكرية لقوات النظام «المتمثلة بالفرقة الرابعة» في درعا البلد بشكل كامل، ليحولها إلى جبهات العامة دمشق والغوطة الشرقية.

وفي الثالث من شهر آب / أغسطس الحالي، دخل ريف حمص الشمالي بالكامل ضمن اتفاق خفض التصعيد، عبر اجتماع بين ممثلين عن المعارضة السورية والقوات الروسية في العاصمة المصرية القاهرة، ليُجدد مرة أخرى باتفاق داخلي بين اللجنة المُخولة شمال حمص والقوات الروسية في معبر الدار الكبيرة.

ومنذ أيام قليلة، توصل فيلق الرحمن إلى اتفاق مع الجانب الروسي، دخلت بموجبه الغوطة الشرقية بريف دمشق وحي جوبر في دمشق إلى خفض التصعيد، والذي خفف من حدة الاشتباكات والقصف على قرى الغوطة، بعد الهجمات الشرسة التي شنّها النظام مدعوماً بالفرقة الرابعة التي سحبها من درعا.

وتشهد المناطق التي تدخل ضمن خفض التصعيد تشهد عادة هدوءاً كبيراً في الأعمال القتالية، إلا أن الأمر لا يخلو من خروقات للنظام السوري وقصفه القرى والبلدات في شمال حمص والغوطة الشرقية.

في حين تشهد مناطق الاتفاق الأول «تخفيف التوتر» قصفاً ومعارك بين المعارضة السورية وقوات النظام، التي تصب أصلاً كل قوتها لطرد تنظيم الدولة من البادية السورية، وريفي حمص وحماة الشرقيين وصولاً إلى الرقة ودير الزور، مستغلةً الاتفاقات والتزام المعارضة بمعظم وعودها.

في المقابل، تشهد البادية السورية تصعيداً كبيراً من كل الأطراف المتواجدة في المنطقة، فالنظام يسعى للوصول إلى دير الزور، خاصة عقب سيطرته على مدينة السخنة ومحاصرة التنظيم في كل من ناحية عقيربات شرق حماة، وريف حمص الشرقي بعد وصل مدينة السخنة، بمواقعه التي نفّذ فيها عملية الإنزال الجوي شرق حمص.

الشق الثاني من البادية، يتمثل في الصدام العسكري بين فصائل المعارضة السورية المتمثلة في (جيش أسود الشرقية، قوات أحمد العبدو، لواء شهداء القريتين) من جهة، وقوات النظام المدعومة بالميليشيات الأجنبية الكثيرة من جهة أخرى، رغم رفض وزارة الدفاع الأمريكية قتال النظام، إلا ن الفصائل المذكورة نفت تنسيقها مع التحالف أو وزارة الدفاع التي تقتصر أصلاً على جيش مغاوير الثورة.

جدير بالذكر أنه فعلياً دخلت مجمل الأراضي السورية ضمن اتفاقات تضمن على الأقل تخفيف حدة التصعيد في الأعمال العسكرية، باستثناء مدينة إدلب التي وسّعت فيها هيئة تحرير الشام نفوذها، الأمر الذي أثار الأمريكان والروس معاً معلنين أن الأمور أصبحت معقدة لدخولها بأي اتفاق، فضلاً عن اعتبار المدينة هدفاً للولايات المتحدة الأمريكية في بيان صدر مؤخراً عن خارجيتها.

No comments:

Post a Comment