قبل نحو شهر من اليوم بدأ اتفاق "تخفيف التصعيد" في سوريا، بناء على مفاوضات "أستانا" القائمة بين الدول الثلاث الضامنة (تركيا وإيران وروسيا)، ورغم سريان الاتفاق بين الدول إلا أن الكثير من مطالب السوريين لم تحقق ولم يتم مراعاتها، عدا عن مئات الخروقات لقوات النظام.
في حين ما تزال قوات النظام تقصف براجمات الصواريخ مناطق ريف إدلب الغربي القريب من ريف اللاذقية الشمالي الذي تسيطر عليه فصائل الثوار، حيث لا وجود عسكرياً لتنظيم "الدولة" أو "فتح الشام" في تلك المناطق المستهدفة.
ثلاثة قرى متاخمة لخطوط النار عاد الكثير من أهلها إليها، بسبب توقف القصف عليها قبل أن يعاود النظام قصفها في الأيام الخمسة الماضية، وسبب عودة السكان بحسب الكثير من الأهالي هو الخلاص من الذل الكبير الذي يتعرضون له في مخيمات النازحين في ريف إدلب الغربي، والاستغلال الكبير من بعض الأهالي وتأجير المنازل بأسعار تتراوح بين 100$ إلى 500$ في الشهر الواحد.
"محمد نادر" أحد سكان قرية الناجية الواقعة في ريف إدلب الغربي قال لبلدي نيوز: "كنا متأملين من هذا الاتفاق أن يسري كما هو مخطط له لأن الكثير من الأهالي أصبحوا مشردين في الخيام".
وأضاف "نادر": "قمت قبل أيام من بدء شهر رمضان بإعادة صيانة منزلي في القرية ظنا منا أن النظام سوف يلتزم فعلا بإيقاف القصف على المناطق المدنية، ولأن قضاء شهر رمضان والصيام في الخيام سوف يزيد مشقة الصيام".
وقال مستطرداً: "قبل ثلاثة أيام جددت قوات النظام قصفها للقرية والقرى المجاورة كونها ترى أن الكثير من السكان قد عادوا إليها، كون القرى مكشوفة على مواقع تمركز مدفعية قوات النظام في قرى كنسبا وقلعة شلف في جبل الأكراد القريب على ريف إدلب الغربي، وهو ما دفع السكان إلى النزوح مجدداً".
أما "أبو محمد" النازح قبل عامين من قرية دويركة في جبل الأكراد، فقال لبلدي نيوز: "مضى شهر على اتفاق وقف تخفيف إطلاق النار، ولكن ماذا استفدت أنا كنازح من قريتي، وماذا استفاد أهالي المخيمات والنازحين من مدينة اللاذقية وقرى جبلي الأكراد والتركمان؟".
ويجيب بالقول: "لم نستفد شيئاً ولم يستفد من هذا الاتفاق سوى النظام وحده كونه قد ألزم الفصائل المعارضة بإيقاف قصفها ومعاركها عليه، كما استفادت القرى الموالية التي توقف القصف بصواريخ الغراد عليها".
يذكر أن أكثر من 30 ألف نسمة من سكان قرى جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي قد نزحوا إلى قرى ريف إدلب الغربي والأراضي التركية والمخيمات الحدودية، بعد التقدم الكبير لقوات النظام العام الفائت بمساعدة القوات الجوية الروسية.
No comments:
Post a Comment