- أطلق مكتب رعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة في الرستن نداء استغاثة في الآونة الأخيرة، لعدم توفر مادة حليب الأطفال في المنطقة، الذين يتجاوز عددهم 2200.
الآنسة «مها أيوب» مديرة المكتب تحدثت عن المشكلة الكبيرة التي تعانيها المدينة قائلةً: «الحصار هو أحد الاسباب وفرض سياسة التركيع وقبول الهدن بشروط الأسد وقطع التمويل من قبل المنظمات بحجة دعم الإرهاب».
وأضافت أيوب: «أطلقنا نداء الاستغاثة لطلب مادة الحليب بسبب الفقر المدقع، لأن ثمن علبة الحليب في السوق يصل إلى أربعة آلاف ليرة سورية، مع العلم أننا نقدم علبة الحليب هذه لأكثر من 2200 طفل من أهالي المدينة، وأطفال نازحي مدينة حمص والقرى المهجرة في الرستن بشكل مجاني».
وتابعت أيوب أن «المبلغ المالي لتقديم الحليب أسبوعيا لأطفال الرستن يقدر ب6000 دولار أمريكي، وهذا المبلغ يصعب تأمينه أحياناً بشكل أسبوعي من جهة واحدة، بل نقوم بجمع المبلغ من عدة مانحين، إن كان عن طريق أشخاص أو منظمات إنسانية».
وأعربت أيوب عن امتعاضها وغضبها من الأمم المتحدة التي تعتبرها «شريك الأسد بقتل أطفال الريف الشمالي» بعدم إدخال مادة الحليب عند دخول القوافل الأممية وقالت «النظام الأسدي المجرم أهون عليه إدخال السلاح للريف المحاصر على أن يدخل علبة حليب واحدة».
وناشدت أيوب المنظمات والمؤسسات الإنسانية «لتقديم العون المالي لشراء حليب الأطفال الذي يدخل الحليب إليه عن طريق التهريب من طرق ترابية صعبة لتصل إلى الريف الشمالي».
وأكد الدكتور «أحمد البيروتي» طبيب أطفال في المدينة أن «عدم وجود حليب الأطفال يشكل عبئ مالي على الأهل ووضع صحي سيء للطفل من خلال حليب الابقار الذي يرافق بدوره حالات من الإسهال والإقياء والتعفن المعوي».
ونوّه البيروتي: «إذا استمر الأمر على هذا الحال سنفقد أطفال من حديثي الولادة لعدم استجابتهم لأي مادة غير حليب الرضع، علاوة على أن أغلب الأمهات قد خسرن حليبهن بسبب الخوف والحالة النفسية السيئة جراء القصف المتكرر»، مشيراً إلى زيارة أكثر من مئة طفل يومياً إلى عيادته «بسبب سوء التغذية وقلة الحليب».
من جهة أخرى، قالت «أم نادر» إحدى الأمهات اللواتي يزرن المكتب إن: «وضعي المادي لا يسمح لي بشراء حليب الأطفال الذي يتجاوز سعرها 4000 ل.س في السوق، واليوم جئت لاستلام علبة الحليب المجانية من المكتب لكن كان الجواب من المعنيين أن الحليب غير متوفر حتى يأتي دعم من قبل أهل الخير».
وتمنت أم نادر أن: «تستجيب المنظمات الدولية لنداء الاستغاثة، بتقديم العون المالي ليس من أجل طفلها فحسب بل من أجل اطفال المدينة المحاصرين».
وتعتبر مدينة الرستن من أكبر مدن الريف الشمالي ويبلغ تعداد سكانها 70000 نسمة بينهم 15000 نسمة من نازحي مدينة حمص، وبذلك تكون أكبر نسبة من الأطفال الذين هم بحاجة للحليب لعمر السنة فما دون.
No comments:
Post a Comment